فصل: سنة سبع وثلاثين وقعة صفين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة سبع وثلاثين وقعة صفين

في صفر وبقيت أيامًا وليالي وقتل بين الفريقين ستون ألفًا‏.‏

فقتل مع علي عمار بن ياسر أبو اليقظان العبسي الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ تقتلك الفئة الباغية‏.‏

وكان أحد السابقين وممن عذب في الله‏.‏

ومناقبه جمة‏.‏

وقتل مع علي من الصحابة‏:‏ أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن وذو الشهادتين خزيمة بن سعد بن الحارث بن الصمة أخو أبي جهم‏.‏

ومن غير الصحابة‏:‏ عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي‏.‏

كان على خيل أهل الشام يومئذ‏.‏

يقال‏:‏ قتله عمار‏.‏

ولما طعن والده سل سيفه ووثب على الهرمزان صاحب تستر فقتله وقتل أيضًا مفينة وبنتًا لأبي لؤلؤة فلما ولي عثمان هم بقتله ثم تركه‏.‏

وقتل مع علي‏:‏ هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المعروف بالمرقال حامل راية علي يومئذ ويقال‏:‏ له صحبة‏.‏

وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي‏.‏

وكان على رجالة علي‏.‏

وأبو حسان قيس بن المكشوح المرادي أحد الأبطال وأحد من أعان على قتل الأسود العنسي‏.‏

وقتل أيضًا مع معاوية‏:‏ حابس بن سعد الطائي قاضي حمص وكان على رجالة معاوية‏.‏

وقتل مع علي‏:‏ جندب بن زهير الغامدي الكوفي ويقال‏:‏ له صحبة‏.‏

وقتل من أمراء معاوية‏:‏ ذو الكلاع الحميري نزيل حمص وأحد من شهد اليرموك وكان على ميمنة معاوية وكان من أعظم أصحابه خطرًا لشرفه ودينه‏.‏

وطلب منه أن يخطب الناس ويحرضهم على القتال‏.‏

وقال يزيد بن هارون‏:‏ سمعت الجراح بن المنهال يقول‏:‏ كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين‏.‏

فبعث إليه عمر رضي الله عنه فقال‏:‏ نشتري هؤلاء نستعين بهم على عدوهم‏.‏

فقال‏:‏ لا هم أحرار‏.‏

فأعتقهم في ساعة واحدة‏.‏

الجراح متروك الحديث‏.‏

وصح عن أبي وائل عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال‏:‏ رأيت قبابًا في رياض‏.‏

فقلت‏:‏ لمن هذه قالوا‏:‏ لذي الكلاع وأصحابه‏.‏

ورأيت قبابًا في رياض فقيل‏:‏ هذه لعمار بن ياسر وأصحابه‏.‏

فقلت‏:‏ كيف وقد قتل بعضهم بعضًا قال‏:‏ إنهم وجدوا الله واسع المغفرة‏.‏

وممن قتل يومئذ‏:‏ كريب بن الصباح بن إبراهيم الحميري أحد الأبطال المذكورين‏.‏

قتل جماعة مبارزة ثم بارزه علي رضي الله عنه فقتله علي‏.‏

وكان معاويه في سبعين ألفًا وكان علي في تسعين ألفًا وقيل في مائة ألف وقيل في خمسين ألفًا‏.‏

قال خليفة‏:‏ تسمية من شهد صفين من البدريين مع علي بن أبي طالب‏:‏ سهل بن حنيف وخوات بن جبير وأبو أسيد الساعدي‏.‏

وأبو اليسر ورفاعة بن رافع الأنصاري وأبو أيوب الأنصاري بخلف فيه‏.‏

ومن غير البدريين‏:‏

خزيمة بن ثابت وقيس بن سعد عبادة وأبو مسعود عقبة بن عمرو البدري‏.‏

وأبو عياش الزرقي وقرظة بن كعب وسهل بن سعد وجابر بن عبد الله وأبو قتادة الأنصاريون‏.‏

وعدي بن حاتم والأشعث بن قيس وسليمان بن صرد وجندب بن عبد الله وجارية بن قدامة‏.‏

وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر والحسن والحسين‏.‏

ثم قال‏:‏ تسمية من شهدها مع معاوية من الصحابة‏:‏ عمرو بن العاص وابنة عبد الله وفضالة بن عبيد والنعمان بن بشير ومسلمة بن مخلد‏.‏

وبسر بن أبي أرطاة ومعاوية بن حديج الكندي وحبيب بن مسلمة الفهري وأبو الأعور السلمي‏.‏

وأبو غادية الجهني قاتل عمار‏.‏

فبلغنا أن الأشعث بن قيس برز في ألفين وبرز أبو الأعور السلمي في خمسة آلاف‏.‏

فاقتتلوا‏.‏

ثم غلب الأشعث على الماء وأزالهم عنه‏.‏

ثم التقوا يوم الأربعاء سابع صفر ويوم الخميس ويوم الجمعة وليلة السبت‏.‏

ثم لما خاف أهل الشام الكسرة رفعوا المصاحف بإشارة عمرو بن العاص ودعوا إلى الحكم بما في كتاب الله‏.‏

فأجاب علي رضي الله عنه إلى تحكيم الحاكمين‏.‏

فاختلف عليه جيشه وخرجت الخوارج وقالوا‏:‏ لا حكم إلا لله‏.‏

وكفروا عليًا فحاربهم‏.‏

وقال ابن سيرين‏:‏ افترقوا عن سبعين ألف قتيل يوم صفين يعدون بالقضب‏.‏

فإنا لله وإنا إليه وفيها توفي خباب بن الأرت التميمي أحد السابقين البدريين وصلى عليه علي بالكوفة‏.‏

وفي رمضان اجتمع أبو موسى الأشعري ومن معه من الوجوه وعمرو بن العاص ومن معه من الوجوه بدومة الجندل للتحكيم فلم يتفقا لأن عمرًا خلا بأبي موسى وخدعه وقال‏:‏ تكلم قبلي فأنت أفضل مني وأكثر سابقة‏.‏

فقال‏:‏ أرى أن نخلع عليًا ومعاوية‏.‏

ويختار المسلمون لهم رجلًا يجتمعون عليه‏.‏

فقال‏:‏ هذا الرأي‏.‏

فلما خرجا وتكلم أبو موسى وحكم بخلعهما قام عمرو وقال‏:‏ أما بعد فإن أبا موسى قد خلع عليًا كما سمعتم وقد وافقته على خلع علي ووليت معاوية‏.‏

فسار الشاميون وقد بنوا في الظاهر على هذه الصورة‏.‏

ورد أصحاب علي إلى الكوفة أن الذي فعله عمرو حيلة وخديعة لا يعبأ بها‏.‏

سنة ثمان وثلاثين في شعبان قتلت الخوارج عبد الله بن خباب وعليهم مسعر بن فدكي وشبث بن ربعي‏.‏

وفيها كانت وقعة النهروان بين علي والخوارج‏.‏

فقتل رأس الخوارج عبد الله بن وهب السبائي‏.‏

وقتل أكثر صحابه‏.‏

وقتل من جند علي اثنا عشر رجلًا‏.‏

ويقال كانت هذه الوقعة في سنة تسع‏.‏

وفيها توفي صهيب بن سنان المعروف بالرومي توفي في شوال بالمدينة‏.‏

وكان من السابقين الأولين‏.‏

وفيها توفي سهل بن حنيف الأوسي والد أبي أمامة‏.‏

وكان بدريًا‏.‏

توفي بالكوفة وصلى عليه علي‏.‏

وفيها قتل محمد بن أبي بكر الصديق‏.‏

وكان قد سار إلى مصر واليًا عليها لعلي‏.‏

وبعث معاوية عسكرًا عليهم معاوية بن حديج الكندي‏.‏

فالتقى هو ومحمد فانهزم عسكر محمد واختفى هو في بيت لامرأة‏.‏

فدلت عليه‏.‏

فقال‏:‏ احفظوني في بيت أبي بكر‏.‏

فقال معاوية بن حديج‏:‏ قتلت ثمانين من قومي في دم عثمان وأتركك وأنت صاحبه فقتله وصيره في بطن حمار وأحرقه‏.‏

وقال شعبة عن عمرو بن دينار‏:‏ إن عمرًا قتل محمد بن أبي بكر‏.‏

وفيها مات الأشتر النخعي‏.‏

واسمه مالك بن الحارث‏.‏

بعثه علي على مصر‏.‏

فهلك في الطريق فيقال إنه سم وإن عبدًا لعثمان لقيه فسقاه عسلًا مسمومًا‏.‏

وكان الأشتر من الأبطال الكبار‏.‏

سنة تسع وثلاثين فيها توفيت أم المؤمنين ميمونة بسرف وثم بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وفيها تنازع أصحاب علي وأصحاب معاوية في إمامة الحج‏.‏

فمشى في الصلح أبو سعيد الخدري على أن يكون إمام الموسم شيبة بن عثمان الحجبي‏.‏

سنة أربعين فيها توفي خوات بن جبير الأنصاري البدري أحد الشجعان المذكورين‏.‏

وأبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري نزل ماء ببدر فقيل له البدري‏.‏

ولكنه شهد العقبة‏.‏

وأبو أسيد الساعدي مالك ربيعة بدري مشهور وقيل بقي إلى سنة ستين‏.‏

استشها استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفيها ليلة الجمعة سابع عشر رمضان استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‏.‏

وثب عليه عبد الرحمن بن ملجم الخارجي فضربه في يافوخه بخنجر فبقي يومًا وتوفي وعاش نيفًا وستين ستة أو دونها رضي الله عنه‏.‏

ثم قتل ابن ملجم وأحرق ولله الحمد‏.‏

وكان شريفًا مطاعًا جوادًا شجاعًا‏.‏

له صحبة‏.‏

ثم ارتد وحسن إسلامه‏.‏

وكان أجل أمراء علي‏.‏

وفيها مات معيقيب الدوسي‏.‏

هاجر إلى الحبشة وشهد بدرًا بخلف‏.‏

وكان على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

له حديثان‏.‏

سنة إحدى وأربعين في ربيع الآخر سار أمير المؤمنين الحسن بن علي في جيوشه يقصد معاويه‏.‏

وسار معاوية في جيوشه‏.‏

فدخل العراق وتنازل الجمعان بمسكن من ناحية الأنبار‏.‏

فرأى الحسن من عسكره الاختلاف عليه وقلة الخير‏.‏

وكان سيدًا وادعًا لا يرى سفك الدماء‏.‏

واتفق أنه وقع في معسكره هوشة وخبطة ووقع النهب حتى إنهم نهبوا فسطاطه وضربه رجل من الخوارج بخنجر مسموم في إليته فخدشه‏.‏

فتألم ومقت أهل العراق‏.‏

ورأى الصلح أولى تحقيقًا لقول جده المصطفى صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين‏)‏‏.‏

فراسل معاوية وشرط عليه شروطًا بادر إليها معاوية بالإجابة ثم سلم إليه الخلافة على أن تكون الأمر من بعده للحسن وعلى أن يمكنه أخذ ما شاء من بين المال ليقضي منه دينه وعداته وغير ذلك‏.‏

فروى مجالد عن الشعبي‏.‏

ويونس بن أبي إسحاق عن أبيه أن أهل العراق بايعوا الحسن وسار بهم نحو الشام‏.‏

وجعل على مقدمته قيس بعد سعد‏.‏

وأقبل معاوية حتى نزل منبج‏.‏

فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكره‏:‏ قتل قيس بن سعد‏.‏

فشد الناس على خيمة الحسن فنهبوها‏.‏

وطعنه رجل بخنجر فتحول إلى القصر الأبيض وسبهم وقال‏:‏ لا خير فيكم‏.‏

قتلتم أبي بالأمس واليوم تفعلون بي هذا‏.‏

ثم كتب إلى معاوية على أن يسلم إليه بيت المال وأن لا يسب عليًا بحضرته وأن يحمل إليه خراج فسا ودارابجرد كل سنة‏.‏

فأجابه‏.‏

فكتب إليه أن أقبل‏.‏

فسار معاوية من منبج إلى مسكن في خمسة أيام‏.‏

فسلم إليه الحسن الأمر ثم سارا حتى دخلا جميعًا الكوفة‏.‏

وتسلم الحسن بيت المال وكان فيه سبعة آلاف ألف درهم فاحتملها وتجهز إلى المدينة وأجرى معاوية على الحسن في السنة ألف ألف درهم‏.‏

وقال عمرو بن دينار‏:‏ لما توفي علي بعث معاويه عهدًا‏:‏ إن حدث به حدث ليجعلن هذا الأمر إلى الحسن‏.‏

وصح في البخاري عن الحس البصري قال‏:‏ استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال‏.‏

فقال عمرو بن العاص‏:‏ إني لأرى كتائب لا تولي حتى يقتل أقرانها‏.‏

فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين‏:‏ أي عمرو‏.‏

إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور المسلمين من لي بنسائهم وضعفتهم فبعث إليه برجلين عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز في الصلح‏.‏

فقال لهما الحسن‏:‏ إنا بني عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائنا‏.‏

قال‏:‏ وإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك‏.‏

قال‏:‏ فمن لي بهذا فما سألهما شيئًا إلا قالا نحن لك به فصالحه‏.‏

قلت‏:‏ وسمي هذا العام عام الجماعة لاجتماع الناس على معاوية‏.‏

وفيها توفي صفوان بن أمية بن خلف الجمحي‏.‏

أسلم بعد حنين ثم شهد اليرموك أميرًا‏.‏

وكان شريفًا جليلًا‏.‏

وملك قنطارًا من الذهب‏.‏

وله رواية في صحيح مسلم‏.‏

وفيها توفيت أم المؤمنين حفصة بنت عمر العدوية‏.‏

عن بضع وخمسين سنة‏.‏

وصلى عليها مروان أمير المؤمنين‏.‏

وقيل توفيت سنة خمس وأربعين‏.‏

وفيها فيما قيل توفي لبيد بن ربيعة العامري الشاعر المشهور القائل‏:‏

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن إسلامه‏.‏

وقيل مات في إمرة عثمان بالكوفة عن مائة وخمسين سنة‏.‏

قيل‏:‏ أنه ما قال شعرًا منذ أسلم‏.‏

سنة اثنتين وأربعين فيها غزا عبد الرحمن بن سمرة سجستان‏.‏

فافتتح زرنج وغيرها‏.‏

وسار راشد بن عمرو فشن الغارات ووغل في بلاد السند‏.‏

سنة ثلاث وأربعين فيها فتحت الرخج من أرض سجستان‏.‏

وأفتتح عقبة بن نافع كورًا من بلاد السودان‏.‏

وشتا بسر بن أبي أرطاة بأرض الروم‏.‏

وفي ليلة عيد الفطر توفي أبو عبد الله عمرو بن العاص السهمي أمير مصر‏.‏

أسلم في هدنة الحديبية وهاجر وولي إمرة جيش ذات السلاسل‏.‏

وكان من دهاة قريش وأجدادها وذوي الحزم والرأي‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن سلام الإسرائيلي حليف الأنصار‏.‏

وقد شهد له النبي صلى الله عليه

وفيها توفي محمد بن مسلمة الأنصاري بالمدينة في صفر‏.‏

وكان بدريًا‏.‏

اعتزل الفتنة واتخذ سيفًا من خشب‏.‏

سنة أربع وأربعين في ذي الحجة توفي أبو موسى الأشعري المقرئ الأمير‏.‏

استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على عدن‏.‏

واستعمله عمر على الكوفة والبصرة‏.‏

وفتحت على يده عدة أمصار‏.‏

وفيها افتتح عبد الرحمن بن سمرة مدينة كابل‏.‏

وفيها غزا المهلب بن أبي صفرة في أرض الهند ووصل إلى قندابيل فالتقى العدو فهزمهم‏.‏

وفيها توفيت أم المؤمنين أم حبيبة بنت سفيان الأموية‏.‏

سنة خمس وأربعين فيها غزا معاوية بن حديج إفريقية‏.‏

وفيها توفي أبو خارجة زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري المقرئ الفرضي الكاتب وله ست وخمسون سنة‏.‏

وأول مشاهدة الخندق‏.‏

وكان عمر يستخلفه على المدينة إذا حج‏.‏

وقيل بقي إلى سنة أربع وخمسين‏.‏

وفيها توفي عاصم بن عدي سيد بني العجلان‏.‏

وكان رده النبي صلى الله عليه وسلم من بدر في شغل وضرب له بسهمه وقتل أخوه معن يوم اليمامة‏.‏

سنة ست وأربعين فيها ولي الربيع بن زياد الحارثي سجستان‏.‏

فزحف كابل شاه في جمع من الترك وغيرهم فالتقوا على بست فهزمهم الربيع وساق خلفهم إلى الرخج‏.‏

وفيها قيل في سنة تسع وأربعين توفي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة‏.‏

وكان شريفًا جوادًا ممدحًا مطاعًا‏.‏

وكان إليه لواء معاوية يوم صفين‏.‏

وغزا الروم غير مرة‏.‏

سنة سبع وأربعين فيها جمعت الترك فالتقاهم عبد الله بن سوار العبدي ببلاد القيقان‏.‏

فاستشهد عبد الله وعامة من معه‏.‏

وغلبت الترك على القيقان‏.‏

وغزا رويفع بن ثابت الأنصاري أمير أطرابلس الغرب أفريقية فدخلها ثم انصرف‏.‏

سنة ثمان وأربعين فيها توجه سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي واليًا على أرض الهند عوض عبد الله بن سوار‏.‏

سنة تسع وأربعين في ربيع الأول توفي سيد شباب أهل الجنة أبو محمد الحسن بن علي الهاشمي‏.‏

وأرخه فيها الواقدي وسعيد بن عفير‏.‏

والأكثر على أنه سنة خمسين‏.‏

سنة خمسين فيها بخلف الحسن بن علي رضي الله عنه وله سبع وأربعون سنة بالمدينة‏.‏

وفيها توفي عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن ربيعة بن عبد شمس العبشمي الأمير أسلم يوم الفتح وافتتح سجستان وغيرها‏.‏

وفيها توفي كعب بن مالك السلمي الشاعر أحد الثلاثة الذين خلفوا وتاب الله عليهم‏.‏

وكان ممن شهد العقبة‏.‏

وفيها توفي المغيرة بن شعبة الثقفي‏.‏

أسلم عام الخندق وولي العراق لعمر ولغيره‏.‏

وكان من رجال الدهر حزمًا وعزمًا ورأيًا ودهاء‏.‏

يقال إنه أحصن ثلاث مائة امرأة وقيل ألف امرأة‏.‏

وفيها توفيت أم المؤمنين صفية بنت حييّ بن أخطب‏.‏

وفيها غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية وقيل في سنة إحدى‏.‏

فيها توفي على باب القسطنطينية أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد‏.‏

وكان عقبيًا بدريًا كثير المناقب‏.‏

وفيها على الأصح توفي جرير بن عبد الله البجلي بقرقيسيا‏.‏

وفيها توفيت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية‏.‏

وفيها توفيت بعذرا حجر بن عدي الكندي وأصحابه بأمر معاوية‏.‏

ولحجر صحبة ووفادة وجهاد وعبادة‏.‏

سنة اثنتين وخمسين توفي أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي‏.‏

أسلم عام خيبر‏.‏

وبعثه عمر يفقه أهل البصرة‏.‏

وولي قضاءها‏.‏

وكان الحسن يحلف ما قدم البصرة خير لهم من عمران‏.‏

وفيها توفي كعب بن عجرة الأنصاري‏.‏

من أهل بيعة الرضوان ومعاوية بن حديج الكندي التجيبي الأمير‏.‏

له صحبة ورواية‏.‏

وفيها أو قبيلها أبو بكرة الثقفي نفيع بن الحارث وقيل ابن مسروح‏.‏

تدلى من الطائف ببكرة‏.‏

فأتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا‏.‏

فيها في قول المدائني توفي فضالة بن عبيد الأنصاري‏.‏

قاضي دمشق لمعاوية وخليفته عليها إذا غاب‏.‏

وكان أصغر من شهد الحديبية وقيل بقي إلى سنة تسع‏.‏

وفيها وقيل بعدها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق‏.‏

أسلم يوم بدر‏.‏

وقتل يوم اليمامة سبعة‏.‏

وكان من الرماة والشجعان‏.‏

وتوفي بمكة‏.‏

وفيها توفي الأمير زياد بن أبيه الذي استلحقه معاوية وزعم أنه ولد أبي سفيان‏.‏

وكان لبيبًا فاضلًا سيدًا يضرب المثل بدهائه‏.‏

وقد جمع له معاوية إمرة العراقين‏.‏

وفيها وقيل قبلها توفي عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي‏.‏

شهد الخندق وولي العلم على نجران وله سبع عشرة سنة‏.‏

وفيها توفي فيروز الديلمي قاتل الأسود العنسي‏.‏

له صحبة‏.‏

ورواية‏.‏

سنة أربع وخمسين فيها على الأصح أسامة بن زيد حارثة الكلبي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه‏.‏

وأمه أم أيمن‏.‏

وفيها على الصحيح ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمص‏.‏

وفيها جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف‏.‏

وكان من سادة قريش وحلمائها أسلم بعد بدر‏.‏

وفيها حسان بن ثابت الأنصاري الشاعر عن مائة وعشرين سنة كأبيه وجده‏.‏

وفيها سعيد بن يربوع المخزومي من مسلمة الفتح عن مائة وعشرين سنة أيضًا‏.‏

وفيها عبد الله بن أنيس الجهني حليف الأنصار‏.‏

وكان أحد من شهد العقبة‏.‏

وفيها حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد‏.‏

أسلم يوم الفتح وكان أحد الأشراف الأجواد‏.‏

باع دارًا بستين ألفًا لمعاوية‏.‏

فتصدق بثمنها‏.‏

وأعتق مائة نسمة في الجاهلية ومائة في الإسلام وقد قال لابن الزبير‏:‏ كم ترك أبوك من الدين قال‏:‏ ألف ألف درهم‏.‏

قال‏:‏ علي نصفها‏.‏

وفيها أبو قتادة الأنصاري السلمي الحارث بن ربعي فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

شهد أحدًا والمشاهد‏.‏

وفيها مخرمة بن نوفل الزهري والد المسور بن مخرمة‏.‏

وكان من المؤلفة قلوبهم‏.‏

وفيها غزا عبيد الله زياد فقطع نهر جيحون إلى بخارا وافتتح بعض البلاد‏.‏

وكان أول عربي عدى النهر‏.‏

فيها توفي أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص الزهري أحد العشرة ومقدم جيوش الإسلام في فتح العراق وأول من رمى بسهم في سبيل الله‏.‏

ومناقبه جمة‏.‏

وفيها أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري السلمي الذي أسر العباس يوم بدر‏.‏

وفيها وقيل في سنة ثلاث وخمسين الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أحد السابقين‏.‏

سنة ست وخمسين وفيها استعمل معاوية سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان فغزا سمرقند والتقى هو الصغد فكسرهم ثم صالحوه‏.‏

وكان معه من الأمراء المهلب‏.‏

واستشهد معه يومئذ قثم بن العباس بن عبد المطلب‏.‏

وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وهو آخر من طلع من لحد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وفيها توفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث المصطلقية وصلى عليها مروان‏.‏

سنة سبع وخمسين فيها عزل سعيد عن خراسان وأضيفت إلى عبيد الله بن زياد وفيها توفي عبد الله بن السعدي العامري له صحبة‏.‏

وفيها توفي أبو هريرة بعد عائشة‏.‏

قاله هشام بن عروة أيضًا وابن المديني‏.‏

سنة ثمان وخمسين فيها توفي جبير بن مطعم‏.‏

قاله المدائني‏.‏

وقال الهيثم وخليفه‏:‏ مات سنة تسع‏.‏

وفيها توفي شداد بن أوس الأنصاري نزيل بيت المقدس‏.‏

وعبد الله بن حوالة الأزدي نزيل الأردن‏.‏

وعقبة بن عامر الجهني الأمير بمصر‏.‏

ولي مصر لمعاوية ثم عزله وولاه غزو البحر‏.‏

وكان مقرئًا فصيحًا مفوهًا من فقهاء الصحابة‏.‏

وفيها توفي عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بالمدينة‏.‏

وله صحبة‏.‏

ورواية‏.‏

وكان أحد الأجواد‏.‏

ولي اليمن لعلي فسار إليه بسر بن أبي أرطاة فذبح ولديه‏.‏

وفيها في قول أبي معشر ويحيى بن بكير وجماعة توفي أبو هريرة الدوسي الحافظ‏.‏

وكان كثير العبادة والذكر حسن الأخلاق‏.‏

ولي إمرة المدينة مرة بل وليها مرات‏.‏

وقال الواقدي وغيره‏:‏ فيها توفيت أم المؤمنين أم عبد الله عائشة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقيهة نساء الأمة عن خمس وستين سنة في رمضان‏.‏

فيها توفي أبو هريرة في قول ابن إسحاق والواقدي وأبي عبيد وجماعة‏.‏

وفيها أبو محذورة الجمحي المؤذن‏.‏

له صحبة ورواية وكان من أندى الناس صوتًا وأحسنهم نغمة‏.‏

وفيها وقيل قبلها شيبة بن عثمان الحجي العبدري حاجب الكعبة‏.‏

وفيها سعيد بن العاص بن سعيد العاص بن أمية والد عمرو الأشدق والذي أقيمت عربية القرآن على لسانه لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وولي الكوفة لعثمان‏.‏

وافتتح طبرستان‏.‏

وكان جوادًا ممدحًا حليمًا عاقلًا‏.‏

اعتزل الجمل وصفين‏.‏

ومولده قبل بدر‏.‏

وفيها على الصحيح أبو عبد الرحمن عبد الله بن عامر بن كريز العبشمي الأمير‏.‏

له رؤية‏.‏

ن ستين في رجب توفي أمير المؤمنين أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان عن ثمان وسبعين سنة بدمشق‏.‏

وفيِ أولها توفي سمرة بن جندب الفزاري نزيل البصرة من أهل بيعة الرضوان‏.‏

وفيها أو قبلها أبو حميد الساعدي‏.‏

فيها يوم عاشوراء استشهد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبطه أبو عبد الله الحسين بن علي بكربلاء عن ست وخمسين سنة‏.‏

وكان قد أنف من إمرة يزيد ولم يبايعه‏.‏

وجاءته كتب أهل الكوفة يحضونه على القدوم عليهم‏.‏

فاغتر وسار في أهل بيته‏.‏

والقصة فيها طول‏.‏

وفيها توفي حمزة بن عمرو الأسلمي له صحبة ورواية‏.‏

وفيها توفيت أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية‏.‏

وقيل توفيت سنة تسع وخمسين‏.‏

وهي آخر أمهات المؤمنين وفاة‏.‏

وقتل مع الحسين ولداه علي الأكبر وعبد الله‏.‏

وإخوته جعفر ومحمد وعتيق والعباس الكبير‏.‏

وابن أخيه قاسم بن الحسن‏.‏

وأولاد عمه محمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب‏.‏

ومسلم بن عقيل بن أبي طالب وابناه عبد الله وعبد الرحمن‏.‏

فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

سنة اثنتين وستين فيها غزا سلم بن أحور خوارزم‏.‏

وصالحوه‏.‏

ثم عبر إلى سمرقند فصالحوه‏.‏

وفيها توفي على الأصح بريدة بن الحصيب الأسلمي وقبره بمرو‏.‏

وقد أسلم قبل بدر‏.‏

وفيها توفي عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي نزيل دمشق‏.‏

له صحبه ورواية‏.‏

وفيها توفي أمير مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري له صحبة ورواية‏.‏

وفيها على الأصح علقمة بن قيس النخعي الكوفي الفقيه صاحب ابن مسعود‏.‏

وكان يشبه بابن مسعود في هديه ودله وسمته‏.‏

وكان غير واحد من الصحابة يسألونه ويستفتونه‏.‏

وفيها توفي أبو مسلم الخولاني الزاهد سيد التابعين بالشام‏.‏

وفد على أبي بكر مسلمًا‏.‏

وله مناقب غزيرة وكرامات‏.‏

ويقال إن الأسود العنسي أمر بنار عظيمة وألقى أبا مسلم فيها‏.‏

فلم تضره فنفاه لئلا يضطرب عليه أتباعه‏.‏

وهذا ما رواه أحد إلا شرحبيل بن مسلم ولا رواه عنه إلا إسماعيل بن عياش‏.‏

وهو خبر مرسل‏.‏

سنة ثلاث وستين فيها كانت وقعة الحرة وذلك أن أهل المدينة خرجوا على يزيد لقلة دينه‏.‏

فجهز لحربهم جيشًا عليهم مسلم بن عقبة‏.‏

فالتقوا بظاهر المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة‏.‏

فقتل من أولاد المهاجرين وقتل من الصحابة‏:‏ معقل بن سنان الأشجعي وعبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصاري وعبد الله بن زيد بن عاصم المازني الذي حكى وضوء النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وممن قتل يومئذ‏:‏ محمد بن ثابت بن قيس بن شماس‏.‏

ومحمد بن عمرو بن حزم ومحمد بن أبي جهم بن حذيفة ومحمد بن أبي بن كعب‏.‏

ومعاذ بن الحارث أبو حليمة الأنصاري الذي أقامه عمر يصلي التراويح بالناس‏.‏

وواسع بن حبان الأنصاري‏.‏

ويعقوب ولد طلحة بن عبيد الله التيمي‏.‏

وكثير بن أفلح أحد كتاب المصاحب التي أرسلها عثمان‏.‏

وأبو أفلح مولى أبي أيوب‏.‏

وفيها توفي مسروق بن الاجدع الهمداني الفقيه العابد صاحب ابن مسعود‏.‏

وكان يصلي حتى تورم قدماه‏.‏

وحج فما نام إلا ساجدًا‏.‏

وعن الشعبي قال‏:‏ ما رأيت أطلب للعلم منه‏.‏

كان أعلم بالفتوى من شريح‏.‏

سنة أربع وستين في أولها هلك مسلم بن عقبة الذي استباح المدينة وعمل القبائح وما أمهله الله‏.‏

والمليح أنه

وكذلك لم يمهل يزيد بن حويه ومات بعد بضع وسبعين يومًا من الحرة‏.‏

وذلك في نصف ربيع الأول وله ثمان وثلاثون سنة‏.‏

وكان شديد الأدمة كثير الشعر ضخمًا عظيم الهامة في وجهه أثر الجدري‏.‏

كنيته أبو خالد‏.‏

واستخلف بعهد من أبيه معاوية‏.‏

فكانت مدته ثلاث سنين وثمانية أشهر‏.‏

وعهد بالأمر بعده إلى ابنه معاوية بن يزيد‏.‏

فبقي في الخلافة شهرين أو أقل ومات‏.‏

وكان شابًا مليحًا أبيض فيه خير وصلاح‏.‏

وعاش إحدى وعشرين سنة‏.‏

ولما احتضر قالوا له‏:‏ ألا تستخلف‏.‏

فامتنع وقال‏:‏ لم أصب من حلاوتها ما أتحمل به مرارتها‏.‏

وأما عبد الله بن الزبير فإنه كان قد أوى إلي مكة ولم يبايع يزيد‏.‏

فحاصره أصحاب يزيد ونصبوا المنجنيق على الكعبة ورموها بالنار واحترق فيها مما احترق قرنا كبش إسماعيل‏.‏

وقتل في الحصار بحجر المنجنيق المسور ابن مخرمة بن نوفل الزهري وله صحبة ورواية وشرف‏.‏

فبلغ ابن الزبير وفاة يزيد فترحل عنه عسكر يزيد وبايعه أهل الحرمين بالخلافة ثم أهل العراق واليمن وغير ذلك حتى كاد تجتمع الأمة عليه‏.‏

وغلب على دمشق الضحاك بن قيس الفهري‏.‏

وفي صحبته خلاف‏.‏

فدعا إلى ابن الزبير ثم تركه ودعا إلى نفسه‏.‏

وانحاز عنه مروان بن الحكم في بني أمية إلى أرض حوران‏.‏

فوافاهم عبيد الله بن زياد بن أبيه من الكوفة على البرية منهزمًا من أهلها‏.‏

فقوي عزم مروان على طلب الخلافة‏.‏

وجرت أمور طويلة إلى أن التقى هو والضحاك بمرج راهط شرقي الغوطة‏.‏

فقتل الضحاك وقتل معه نحو ثلاثة آلاف‏.‏

وانتصر مروان‏.‏

وذلك في آخر السنة‏.‏

وبايعه أهل الشام‏.‏

وسار أمير حمص يومئذ النعمان بن بشير الأنصاري لنصر الضحاك فقتله أصحاب مروان‏.‏

وفيها توفي بالطاعون الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب‏.‏

وكان جوادًا حكيمًا‏.‏

عين للخلافة بعد يزيد وولي إمرة المدينة غير مرة‏.‏

وفيها توفي ربيعة الجرشي شهيدًا يوم مرج راهط مع الضحاك‏.‏

وهو جد هشام بن الغاز‏.‏

ويقال‏:‏ له صحبة‏.‏

قال أبو المتوكل التاجي‏:‏ سألت ربيعة الجرشي وكان فقيه الناس في زمن معاوية‏.‏

وفيها نقض أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير الكعبة وبناها على قواعد إبراهيم عليه السلام وأدخل الحجر في البيت وكان قد تشقق أيضًا من المنجنيق واحترق سقفه‏.‏

سنة خمس وستين فيها توجه مروان إلى مصر فتملكها‏.‏

واستعمل عليها ابنه عبد العزيز ومهد قواعدها ثم عاد إلى دمشق‏.‏

ومات في رمضان فعهد بالأمر بعده إلى ابنه عبد الملك بن مروان‏.‏

وكان مروان من الفقهاء وكان كاتب السر لابن عمه عثمان رضي الله عنه‏.‏

وكان قصيرًا كبير الرأس واللحية دقيق الرقبة أو قص أحمر الوجه يلقب خيط باطل لدقة عنقه عاش ثلاثًا وستين سنة‏.‏

وفيها ولي خراسان المهلب بن أبي صفرة لابن الزبير‏.‏

وحارب الأزارقة وأباد منهم ألوفًا‏.‏

وفيها خرج سليمان بن صرد الخزاعي‏.‏

والمسيب بن نجبة الفزاري صاحب علي في أربعة آلاف يطلبون بدم الحسين‏.‏

وكان مروان قد جهز ستين ألفًا مع عبيد الله بن زياد ليأخذ العراق فالتقى مقدمة عبيد الله وعليهم شرحبيل بن ذي الكلاع هم وأولائك بالجزيرة وانكسروا‏.‏

وقتل سليمان بن صرد والمسيب وطائفة‏.‏

وكان لسليمان صحبة ورواية‏.‏

وفيها مات على الصحيح عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي‏.‏

وكان أصغر من أبيه بإحدى عشرة سنة‏.‏

وكان دينًا صالحًا كثير العلم كثير القدر‏.‏

يلوم أباه على القيام في الفتنة ويطيعه للأبوة‏.‏

وفيها توفي الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي الأعور الفقيه صاحب علي وابن مسعود‏.‏